يبدو أن ألعاب القوى المغربية قد استعادت بريقها السابق بمناسبة إجراء بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في العاصمة المجرية بودابست (19-27 غشت)، بفضل ذهبية سفيان البقالي (3000 متر موانع) وبرونزية فاطمة الزهراء كردادي (سباق الماراثون). فمنذ الدورة العاشرة لمونديال ألعاب القوى، التي أقيمت في هلسنكي سنة 2005، والتي فاز فيها المغرب ببثلاث ميداليات، واحدة ذهبية بفضل العداء جواد غريب في سباق الماراثون، واثنتان فضيتان لكل من حسناء بن حاسي (800 م) وعادل الكوش (1500 م)، لم يستطع العداؤون المغاربة الفوز بميداليتين في نسخة واحدة.
وإذا كان سيد سباق 3000 متر موانع بلا منازع، سفيان البقالي، قد اعتاد اعتلاء منصات التتويج في هذه المنافسات في كل مرة بصعوده منفردا على منصات التتويج في نسخ لندن 2017 (الفضية)، الدوحة- 2019 (البرونزية) ويوجين 2022 (الذهبية)، فقد سرقت العداءة الواعدة فاطمة الزهراء كردادي الأضواء، وكتبت صفحة مشرقة في التاريخ بمنحها المغرب أول ميدالية في سباق الماراثون للسيدات خلال بطولة العالم لألعاب القوى. وبذلك أصبحت كردادي رابع رياضية مغربية تفوز بميدالية في بطولة العالم في الهواء الطلق، بعد نزهة بدوان وزهرة وعزيز وحسناء بن حاسي.
وبعزمها على التألق ضمن هذا التحدي الكبير، الذي تم التنافس فيه على قطع مسافة 42.195 كلم، تفوقت البطلة المغربية على نفسها وتمكنت من احتلال المركز الثالث في ماراثون السيدات، في ظرف ساعتين و25 دقيقة و17 ثانية. فيما دخلت مواطنتها رقية المقيم في المركز 25. وتعد كردادي إلى جانب بطل العالم في الماراثون جواد غريب (باريس 2003 وهلسنكي 2005)، الرياضيين المغربيين الوحيدين اللذان فازا بميداليات في الماراثون خلال جميع نسخ بطولة العالم.
من جانبه، أضحى سفيان البقالي، ثاني ألمع رياضي مغربي برصيد 4 ميداليات (2 ذهبية، واحدة فضية وأخرى برونزية).